سورة التوبة - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر} في القعود والتَّخلُّف عن الجهاد كراهة {أن يجاهدوا} في سبيل الله {بأموالهم وأنفسهم} الآية.
{إنما يستأذنك} في التَّخلُّف {الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم} شكُّوا في دينهم {فهم في ريبهم يترددون} في شكِّهم يتمادون.
{ولو أرادوا الخروج لأعدُّوا له عدَّة} من الزَّاد والمركوب، لأنَّهم كانوا مياسير {ولكن كره الله انبعاثهم} لم يرد خروجهم معك {فثبطهم} فخذلهم وكسَّلهم {وقيل اقعدوا} وحياً إلى قلوبهم. يعني: إنَّ الله ألهمهم أسباب الخذلان {مع القاعدين} الزَّمنى وأولي الضَّرر، ثمَّ بّيَّنَ لِمَ كره خروجهم فقال: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاَّ خبالاً} يقول: لو خرجوا لأفسدوا عليكم أمركم {ولأوضعوا خلالكم} لأسرعوا بالنَّميمة في إفساد ذاتِ بينكم {يبغونكم الفتنة} يُثبِّطونكم ويفرِّقون كلمتكم حتى تنازعوا فتفتتنوا {وفيكم سماعون لهم} مَنْ يسمع كلامهم ويطيعهم، ولو صحبهم هؤلاء المنافقون أفسدوهم عليكم {والله عليم بالظالمين} المنافقين.
{لقد ابتغوا الفتنة من قبل} طلبوا لك الشَّرَّ والعنتَ قبل تبوك، وهو أنَّ جماعةً منهم أرادوا الفتك به ليلة العقبة {وقلَّبوا لك الأمور} اجتهدوا في الحيلة عليك، والكيد بك {حتى جاء الحق} الآية. أَيْ: حتى أخزاهم الله بإظهار الحقِّ، وإعزاز الدِّين على كُرهٍ منهم.


{ومنهم مَنْ يقول ائذن لي} نزلت في جدِّ بن قيس المنافق، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك في جلاد بني الأصفر، تتخذ منه سراري وُصفاءَ، فقال: ائذن لي يا رسول الله في القعود عنك وأُعينك بمالي {ولا تفتني} ببنات بني الأصفر، فإني مُسْتَهترٌ بالنِّساء، إني أخشى إن رأيتهنَّ ألا أصبر عنهنَّ، فقال الله تعالى: {ألا في الفتنة سقطوا} أَيْ: في الشِّرك وقعوا بنفاقهم وخلافهم أمرك {وإنَّ جهنم لمحيطة بالكافرين} لمحدقةٌ بمَنْ كفر جامعةٌ لهم.
{إن تصبك حسنة} نصرٌ وغنيمةٌ {تسؤهم وإن تصبك مصيبة} من قتلٍ وهزيمةٍ {يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل} قد أخذنا حذرنا، وعملنا بالحزم حين تخلَّفنا {ويتولوا} وينصرفوا {وهم فرحون} معجبون بذلك، وبما نالك من السُّوء.
{قُلْ لن يصيبنا} خيرٌ ولا شرٌّ {إلاَّ} وهو مقدَّرٌ مكتوبٌ علينا. {هو مولانا} ناصرنا {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} وإليه فليفوِّض المؤمنون أمورهم على الرِّضا بتدبيره.


{قل هل تربصون بنا} هل تنتظرون أن يقع بنا {إلاَّ إحدى الحسنين} الغنيمة أو الشَّهادة {ونحن نتربص} ننتظر {بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده} بقارعةٍ من السَّماء {أو بأيدينا} يأذن لنا في قتلكم فنقتلكم {فتربصوا إنا معكم متربصون} فانتظروا مواعيد الشَّيطان، إنَّا منتظرون مواعيد الله من إظهار دينه وهلاك مَنْ خالفه، ثمَّ ذكر في الآية الثَّانية والثَّالثة أنَّه لا يقبل منهم ما أنفقوا في الجهاد، لأنَّ منهم مَنْ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اقعد وأُعينك بمالي، فأخبر الله تعالى أنَّه لا يقبل ذلك؛ فعلوه طائعين أو مكرهين، وبيَّن أنَّ المانع لقبول ذلك كفرهم بالله ورسوله، وكسلهم في الصَّلاة؛ لأنَّهم لا يرجون لها ثواباً، وكراهتهم الإِنفاق في سبيل الله؛ لأنَّهم يعدُّونه مغرماً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8